قبل أكثر من عام، كان سعيد عقل على الفراش الأبيض، وكان الخوف عليه كبيرا، فالرجل قد بلغ المئة عام، حينها شرعنا بالتحضير لملف كامل عن سعيد عقل الإنسان والمعلم والشاعر والسياسي، فكان اللقاء مع تلميذه ورفيقه الشاعر السفير فؤاد الترك.
سعيد عقل خرج بعد أسابيع من المستشفى، إلا أن فؤاد الترك وفي لغة الأقدار توفي من دون مقدمات صحية أو أحداث مفاجئة، وكلام الراحل فؤاد الترك عن الراحل سعيد عقل يستوجب التوقف عنده، بخاصة أنه حوار بقي دون نشر. وفي ما يلي وقائعه:
• كيف تعرفت على سعيد عقل؟
•• كان سعيد عقل أستاذنا عندما كنت طالبا في ثانوية الكلية الشرقية في مدينة زحلة، وكان ذلك في منتصف الأربعينيات من القرن الماضي، وكان قد أصدر ثلاثة مؤلفات هي: المجدلية، قدموس، ورندلى. وكان يسمعنا من حين إلى آخر بعضا من قصائده، ما جعلني وبعض الزملاء نحفظ هذه القصائد غيبا، بعد ذلك أنشأ سعيد عقل «مدرسة مار أفرام» في زحلة وأرادها أن تكون معهدا لتخريج الموهوبين في البكالوريا الرسمية في الفنون عامة والآداب، وتمنى علي حينها أن أكون مدرسا فيها، فلبيت رغبته إلى أن عينت سفيرا فاستقلت، لكن علاقتي بسعيد عقل لم تنقطع أبدا، كنا نتراسل بشكل دوري، وهنا أقول إني أحفظ لسعيد عقل من شعره أكثر مما هو يحفظ منه، وأحيانا كان يتصل بي هاتفيا ليسألني عن بيت نسيه من قصائده أو عن كلمة ما في بيت شعر معين.
• كنت تلميذا عند سعيد عقل في الصفوف الثانوية، كيف تروي لنا سعيد عقل الأستاذ؟
•• لم تطلب الكلية الشرقية من سعيد عقل الالتزام بالمنهاج الرسمي في التدريس، بل تركت له الحرية المطلقة في تفتيح أذهان الطلاب على الفكر والفلسفة والتراث، فنحن معه تعرفنا على سقراط وأرسطو وأفلاطون، كان يدرسنا ما يحلو له دون التقيد بالمنهاج الرسمي، وكان يركز على غرس القيم والفضائل فينا كالعنفوان والفروسية وحب الوطن.
• كلغوي وكفيلسوف.. كيف كنت تراه؟
•• سعيد عقل رجل متعدد المواهب والإبداعات، فأنا أراه عملاق الشعر العربي ولغويا ونثره ألمعي، فضلا عن أنه فيلسوف وعالم وخطيب، ودائرة معارف، إلا أن مواقفه من اللغة والحرف لا يوافقه عليها الكثيرون، لكنه شاعر والشاعر حالم يطلق العنان لخياله وليس من الضروري أن ما يقوله الشاعر قابل للتنفيذ.
• وكيف رأيته كرجل حالم؟
•• سعيد عقل بخياله يثير فيك الطموح لجهة ترجمة الخيال إلى واقع، ما استطعت إلى ذلك سبيلا. إنه يحلم لوطنه أن يكون أهم البلاد، ولشعبه أن يكون كل أفراده عباقرة، كما يحلم بالسكن على القمر والتنقل بين النجوم والكواكب. هو رغم تقدمه في السن عبقري حالم وكأنه في عز عطائه متصلب بأفكاره وقناعاته، وطاقته على الحوار محدودة، إلا أنه عنوان للوفاء.
سعيد عقل خرج بعد أسابيع من المستشفى، إلا أن فؤاد الترك وفي لغة الأقدار توفي من دون مقدمات صحية أو أحداث مفاجئة، وكلام الراحل فؤاد الترك عن الراحل سعيد عقل يستوجب التوقف عنده، بخاصة أنه حوار بقي دون نشر. وفي ما يلي وقائعه:
• كيف تعرفت على سعيد عقل؟
•• كان سعيد عقل أستاذنا عندما كنت طالبا في ثانوية الكلية الشرقية في مدينة زحلة، وكان ذلك في منتصف الأربعينيات من القرن الماضي، وكان قد أصدر ثلاثة مؤلفات هي: المجدلية، قدموس، ورندلى. وكان يسمعنا من حين إلى آخر بعضا من قصائده، ما جعلني وبعض الزملاء نحفظ هذه القصائد غيبا، بعد ذلك أنشأ سعيد عقل «مدرسة مار أفرام» في زحلة وأرادها أن تكون معهدا لتخريج الموهوبين في البكالوريا الرسمية في الفنون عامة والآداب، وتمنى علي حينها أن أكون مدرسا فيها، فلبيت رغبته إلى أن عينت سفيرا فاستقلت، لكن علاقتي بسعيد عقل لم تنقطع أبدا، كنا نتراسل بشكل دوري، وهنا أقول إني أحفظ لسعيد عقل من شعره أكثر مما هو يحفظ منه، وأحيانا كان يتصل بي هاتفيا ليسألني عن بيت نسيه من قصائده أو عن كلمة ما في بيت شعر معين.
• كنت تلميذا عند سعيد عقل في الصفوف الثانوية، كيف تروي لنا سعيد عقل الأستاذ؟
•• لم تطلب الكلية الشرقية من سعيد عقل الالتزام بالمنهاج الرسمي في التدريس، بل تركت له الحرية المطلقة في تفتيح أذهان الطلاب على الفكر والفلسفة والتراث، فنحن معه تعرفنا على سقراط وأرسطو وأفلاطون، كان يدرسنا ما يحلو له دون التقيد بالمنهاج الرسمي، وكان يركز على غرس القيم والفضائل فينا كالعنفوان والفروسية وحب الوطن.
• كلغوي وكفيلسوف.. كيف كنت تراه؟
•• سعيد عقل رجل متعدد المواهب والإبداعات، فأنا أراه عملاق الشعر العربي ولغويا ونثره ألمعي، فضلا عن أنه فيلسوف وعالم وخطيب، ودائرة معارف، إلا أن مواقفه من اللغة والحرف لا يوافقه عليها الكثيرون، لكنه شاعر والشاعر حالم يطلق العنان لخياله وليس من الضروري أن ما يقوله الشاعر قابل للتنفيذ.
• وكيف رأيته كرجل حالم؟
•• سعيد عقل بخياله يثير فيك الطموح لجهة ترجمة الخيال إلى واقع، ما استطعت إلى ذلك سبيلا. إنه يحلم لوطنه أن يكون أهم البلاد، ولشعبه أن يكون كل أفراده عباقرة، كما يحلم بالسكن على القمر والتنقل بين النجوم والكواكب. هو رغم تقدمه في السن عبقري حالم وكأنه في عز عطائه متصلب بأفكاره وقناعاته، وطاقته على الحوار محدودة، إلا أنه عنوان للوفاء.